31 يناير 2009

أنا ... وبناتى ... والإمتحانات


مع بداية موسم الإمتحانات نبدأ فى البيت معسكر مغلق
ونحدد جدول للمذاكرة والمراجعة وحل الإمتحانات
وكلة بيكون بالساعة ، والدقيقة
مع تحديد وقت للأكل ، و وقت للراحة ، وميعاد محدد للنوم
ومع نهاية كل مادة أتشاهد وأعد الأيام عشان يخلصوا الإمتحانات
وأرتـــــــــــااااااااح
ولما ييجى يوم الإمتحان أروح أوصلهم ولحد ما همة طالعين اللجنة أكون عاملة زى الإسطوانة المشروخة أكرر عليهم التنبيهات المعتادة يومياً ( لما زهقوا منى )
لكن فى نفس الوقت ولا كأنهم سامعين وعاملين ودن من طين والتانية من عجين
اللى يغيظ بقى اللى بيعملوة فيّة لما أروح أجيبهم بعد الإمتحان
أبقى نفسى أطمئن عليهم ويدور بيننا حوار كالتالى :
أنا : ها ... عملتى إية فى الإمتحان ؟
البنت : الحمد لله
أنا : طيب يا بنتى ما هوة الحمد لله على كل شئ بس عملتى إية يعنى ؟
البنت : ما قلتلك يا ماما الحمد لله
أنا ( بعد ما أمسك أعصابى بالعافية ) : طيب جالك إية فى إمتحان العربى ؟
البنت : جة سؤال تعبير وسؤال تانى قراءة وسؤال نصوص وفى الآخر كدة سؤال نحو
أنا : يا فرحتى ... فهمت إية أنا بقى ؟ طيب جالك من درس إية ؟
البنت : مش فاكرة .. خلاص يا ماما بقى
يعنى باختصار كدة عايزانى أقفل على الموضوع
ويتكرر نفس السيناريو كل يوم
أنا : جالك إية فى إمتحان العلوم ؟
البنت : جة سؤال أكمل ، و ضع صح وغلط ، و أذكر المصطلح العلمى ، و إختار من بين الأقواس
أنا : طيب فى الدراسات ؟
البنت : سؤال أكمل ، و بم تفسر ، و ماذا يحدث لو ، و خريطة
وهكذا لا أصل معهم لأى نتيجة ولا أطلع بحاجة أفدر أتوقع بيها النتيجة هيكون شكلها إية
ولا يبقى أمامى إلا إنتظار النتيجة اللى هية مش على بالهم خااااالص
وفى النهاية بعد ظهور النتيجة بتكون زى ماهمة قالوا بالظبط
النتيجة هى :ـ الحــــــــمـــــــــد لـــــــلـــــــه
والــــــلــــــهــــــــــــم ... لا إعــتـــــراااااض

17 يناير 2009

عزيزى تاريخنا العظيم ... نحن آسفون


نظرة صغيرة فى كتب الدراسات الإجتماعية لهذا الجيل من الأطفال والذين سيكونون أمل المستقبل
نلاحظ أن المعلومات وخاصة فى مادة التاريخ قد أصبحت مبتورة
فهم يقدمون التاريخ مختصر جداً ولا نجد قصة تاريخية واحدة كاملة بكل أحداثها
فبعد أن كان التاريخ قصصاً تروى عن بطولات وأشخاص ومعارك رائعة... تحول إلى نقاط مختصرة عن الحدث ، وأسبابة ، ونتائجة
( يعنى المختصر وكمان اللى مش المفيد )
ضاعت حلاوة قراءة التاريخ كقصة ممتعة نتعرف فيها على تاريخنا العظيم
وأجدنى وأنا أذاكر مع أولادى أعصر مخى وأحاول إسترجاع ما تعلمناة من أحداث تاريخية قديمة
لأستطيع أن أعطيهم المعلومة التاريخية الصحيحة
فمثلاً :ـ جاء ذكر حادثة دنشواى إسم فقط بدون أى معلومات ليخبرهم أن محافظة المنوفية قد اتخذت من هذا اليوم عيد قومى لها وأفاجأ بسؤال من ابنتى :
( هية إية حادثة دنشواى دى ؟؟ )
وأجد نفسى مضطرة إلى أن أحكى ما أعرفة وأنا أدعو بداخلى أن أكون قد تذكرت كافة التفاصيل
وألاحظ السعادة على وجة ابنتى وهي تستمع إلى الحكاية بعد أن شعرت أن التاريخ قصصة جميلة
وأتسائل : لماذا حرموا هذا الجيل من أن يعرف التاريخ معرفة صحيحة بكل تفاصيلة؟؟
وأجد من يصدمنى بإجابة رائعة وهى :
( انت كنت بتدرسى الكلام دة من 20 سنة لكن دلوقت حصل فى ال20سنة الأخيرة دى حاجات كتيييرعايزين ندرسها للولاد عشان كدة لازم نختصر شوية )
يا سلااااااااااام
حد يقولى هوة من بعد حرب أكتوبر حصل إية فى تاريخنا العظيم يستحق الذكر؟؟!!!!
يعنى يختصروا من تاريخنا الفرعونى ، والقبطى ، والإسلامى ، والحديث ( تاريخ عصر محمد على )
عشان يزودوا إية؟؟
وأنا عندى تفسير صغير تعبر عنة جملة واحدة وهى :
( من ليس لة ماضى وتاريخ ... ليس لة حاضر ومستقبل )
( ومن لم يتعلم من أخطاء التاريخ وقصصة لن يتفادى هذة الأخطاء وسوف يضر بمستقبلة )
ولذلك فأنا أعتقد أننا نتعرض لعملية محو للهوية لينشأ جيل جاهل بالتاريخ
(وهو المطلوب تنفيذة )

عزيزى تاريخنا العظيم :
نحن آسفون ...
فأنت فى نظرهم لا تستحق الذكر والشرح للأجيال القادمة
لأنك غير مهم ولا يجب على طلابنا وشبابنا أن يعرفوك
فما الداعى لمعرفة الملك مينا ، وأحمس ، و قطز،
و صلاح الدين ، ومحمد على
وما الداعى لتقليب المواجع فى حادثة دنشواى،
وفى الإحتلال الفرنسى ، و الإحتلال الإنجليزى
من هو أحمد عرابى ،و سعد زغلول
ماذا فعلوا وقدموا لمصر حتى ندرسهم
عزيزى التاريخ ... كن تاريخ .. ولا تزعجنا فى حاضرنا فنحن لسنا فى حاجة إليك

02 يناير 2009

ويمضى بنا العمر

كعادتها اليومية قبل ذهابها إلى العمل
تدخل إلى نفس المطعم وتطلب طلبها اليومى المعتاد
السيدة : 3 ساندوتشات لوسمحت (2بطاطس و واحد طعمية)
البائع : حالاً يا آنسة
تبتسم فى داخلها ...
فعلى الرغم من كونها متزوجة منذ عدة سنوات
ولديها أبناء كبار
إلا أن وجهها الطفولى وقصر قامتها ومحافظتها على رشاقتها
كان يجعل شكلها أصغر بكثير من عمرها
البائع : إتفضلى يا آنسة .
تخرج مندفعة من المطعم حاملة كيس السندوتشات
تستطيع أن تسمع وقع أقدامها على الأرض
تسير بسرعة كأنها تطير
من ينظر إليها يعتقد أنها فى سن السابعة عشر
(هى تحدث نفسها) : طبعاً ما أنا صغيرة
هوه أنا عمرى كلة قد ايه؟
ده إل فى سنى لسة ما إتجوزووش
-----------------------------------------
فى المساء تجلس بإسترخاء فى الفراش تتصفح الجريدة
مثل كل يوم يدخل زوجها إلى الحجرة
الزوج : السلام عليكم
الزوجة دون أن ترفع وجهها عن الجريدة :
وعليكم السلام ، أجهزلك الأكل ؟
الزوج : استنى عندى ليكى خبر مش هتصدقية
الزوجة بعد أن تزيح الجريدة وتنظر الى الزوج : خير؟؟
الزوج : عارفة مين كلمنى النهاردة ؟
الزوجة : مين ؟
الزوج :خالد ... إبن عمى عبد الله
الزوجة بعد أن تعاود النظر فى الجريدة : وايه الجديد ؟
الزوج : عايزين ييجوا يزورونا
الزوجة : أهلاً وسهلاً ... بس اية المناسبة ؟
الزوج : عايزين يطلبوا إيد سارة لأبنهم أحمد
الزوجة : ترفع عينها إلى زوجها : سارة مين ؟؟؟
الزوج : فيه ايه مالك ...
سارة بنتنا ، هوه إحنا عندنا كام سارة !!!!
الزوجة تلقى بالجريدة وتقول :
سارة ازاى ؟!!! دى البنت لسة صغيرة !!!
الزوج : صغيرة ايه ؟! انتى ناسية انها فى سنة أولى جامعة ؟!
خلاص أهو كبرنا وهنجوز أولادنا كمان
الزوجة : كبرنا ؟؟!!!!!
تندفع نحو المرآة ... تنظر لوجهها كأنها تراه لأول مرة
الزوجة : ايه ده ؟! ايه كل الشعر الأبيض ده ؟!!!
أول مرة آخد بالى .... الظاهر إننا فعلاً كبرنا
-------------------------
يدور فى مخيلتها شريط ذكريات على هيئة فلاشات قصيرة
لإبنتها منذ ولادتها وحتى صباح هذا اليوم
تفيق على صوت زوجها يقول :
ها ...... ماقولتيش .... أقولهم ييجوا الخميس ؟
أنا شايف إنه مناسب .... مش كده ؟؟
الزوجة : أيوه ...... الخميس كويس
-------------------------------------
فى صباح اليوم التالى وقبل ذهابها إلى العمل
تدخل نفس إلى المطعم وتطلب طلبها المعتاد
الزوجة : 3ساندوتشات لوسمحت (2بطاطس و واحد طعمية )
البائع : إتفضلى يا آنسة
تتسع إبتسامتها وتملأ وجهها
وتقول : لأ ....... مدام لو سمحت
تخرج من المطعم حاملة كيس الساندوتشات
وتراها تسير ببطء متجهة إلى عملها .