02 يناير 2009

ويمضى بنا العمر

كعادتها اليومية قبل ذهابها إلى العمل
تدخل إلى نفس المطعم وتطلب طلبها اليومى المعتاد
السيدة : 3 ساندوتشات لوسمحت (2بطاطس و واحد طعمية)
البائع : حالاً يا آنسة
تبتسم فى داخلها ...
فعلى الرغم من كونها متزوجة منذ عدة سنوات
ولديها أبناء كبار
إلا أن وجهها الطفولى وقصر قامتها ومحافظتها على رشاقتها
كان يجعل شكلها أصغر بكثير من عمرها
البائع : إتفضلى يا آنسة .
تخرج مندفعة من المطعم حاملة كيس السندوتشات
تستطيع أن تسمع وقع أقدامها على الأرض
تسير بسرعة كأنها تطير
من ينظر إليها يعتقد أنها فى سن السابعة عشر
(هى تحدث نفسها) : طبعاً ما أنا صغيرة
هوه أنا عمرى كلة قد ايه؟
ده إل فى سنى لسة ما إتجوزووش
-----------------------------------------
فى المساء تجلس بإسترخاء فى الفراش تتصفح الجريدة
مثل كل يوم يدخل زوجها إلى الحجرة
الزوج : السلام عليكم
الزوجة دون أن ترفع وجهها عن الجريدة :
وعليكم السلام ، أجهزلك الأكل ؟
الزوج : استنى عندى ليكى خبر مش هتصدقية
الزوجة بعد أن تزيح الجريدة وتنظر الى الزوج : خير؟؟
الزوج : عارفة مين كلمنى النهاردة ؟
الزوجة : مين ؟
الزوج :خالد ... إبن عمى عبد الله
الزوجة بعد أن تعاود النظر فى الجريدة : وايه الجديد ؟
الزوج : عايزين ييجوا يزورونا
الزوجة : أهلاً وسهلاً ... بس اية المناسبة ؟
الزوج : عايزين يطلبوا إيد سارة لأبنهم أحمد
الزوجة : ترفع عينها إلى زوجها : سارة مين ؟؟؟
الزوج : فيه ايه مالك ...
سارة بنتنا ، هوه إحنا عندنا كام سارة !!!!
الزوجة تلقى بالجريدة وتقول :
سارة ازاى ؟!!! دى البنت لسة صغيرة !!!
الزوج : صغيرة ايه ؟! انتى ناسية انها فى سنة أولى جامعة ؟!
خلاص أهو كبرنا وهنجوز أولادنا كمان
الزوجة : كبرنا ؟؟!!!!!
تندفع نحو المرآة ... تنظر لوجهها كأنها تراه لأول مرة
الزوجة : ايه ده ؟! ايه كل الشعر الأبيض ده ؟!!!
أول مرة آخد بالى .... الظاهر إننا فعلاً كبرنا
-------------------------
يدور فى مخيلتها شريط ذكريات على هيئة فلاشات قصيرة
لإبنتها منذ ولادتها وحتى صباح هذا اليوم
تفيق على صوت زوجها يقول :
ها ...... ماقولتيش .... أقولهم ييجوا الخميس ؟
أنا شايف إنه مناسب .... مش كده ؟؟
الزوجة : أيوه ...... الخميس كويس
-------------------------------------
فى صباح اليوم التالى وقبل ذهابها إلى العمل
تدخل نفس إلى المطعم وتطلب طلبها المعتاد
الزوجة : 3ساندوتشات لوسمحت (2بطاطس و واحد طعمية )
البائع : إتفضلى يا آنسة
تتسع إبتسامتها وتملأ وجهها
وتقول : لأ ....... مدام لو سمحت
تخرج من المطعم حاملة كيس الساندوتشات
وتراها تسير ببطء متجهة إلى عملها .

هناك 18 تعليقًا:

صدى الصمت - عاشقة الورد - يقول...

أول تعليييييييق
عام جديد سعيد عليكى وعلى الأسرة جميعاً وتكونوا بخير وصحة وسعادة دايماً
البوست جميل جداً ورائع ومختلف عن كتاباتك السابقة وأحس أن سردك للقصص بة عمق للأحداث ياريت تكثرى من القصص القصيرة فى مدونتك
سلام مؤقت

صدى الصمت - عاشقة الورد - يقول...

نسيت أقولك إن العنوان رائع ومعبر جداً كان إختيار موفق ؟
(شفتى انا سخيفة وخبيثة أزاى )
هههههههههه
سلام

غير معرف يقول...

كل سنة وانتى طيبة بجد القصة رائعة بس ليا ملحوظة هى ازاى رشيقة وبتاكل 2سندوتش بطاطس وواحد طعمية دة انا بشم الاكل بتخن وكمان عجبتنى قصيرة القامة بتفكرنى بواحدة صحبتى تقريبا بنت خلتى يالا ما علينا بس فعلا الايام بتمر بسرعة الواحد مش بيحس بيها ما بقاش فيها بركة تحياتى يا انسة هههههههههههها اكيد هتعرفى انا مين وش بيغمز

marmar يقول...

روووووودي
كل سنة وانتي طيبه يا احلى رودي ف الدنيا
البوست تحفه جدااااااااااااااا
ايه الاسلوب الجميل ده
فعلا العمر بيجري والايام بتجري هوااا

انا عجبتني القصه جدا يا رودي
ربنا يوفقك يا سكرة
لا اله الا الله

نفرتارى يقول...

كل عام وانت بخير ...
سنة جميلة سعيدة عليك انت والاولاد ...
وعلى فكرة البوست رائع جدااااااً .. ربنا يوفقك .

نفرتارى

يا مراكبي يقول...

حلوة جدا النهاية المغايرة دي: مدام لو سمحت

لأنها - أدبيا - بتعني إختزال لحالة الإقتناع بإن السيدة دي كبرت في السن فعلا وده من خلال جملة واحدة قالتها لا شعوريا وبعفوية: مدام لو سمحت

شفتي الكلام الكبير اللي بأعرف أقوله ده؟

MaNoO يقول...

ألمغزى والفكرة والاستفادة بدات من العنوان فعلا من غير مانشعر يمى ويسير العمر بدن اى مقدمات انه هيجرى وفجأة نقف عند المنطف ومفيش فى ايدنا لا اننا نرضى بالامر الواقع ونقول يارب سهل الأيام الجاية

اسلوب جميل ومتميز تقبل تحياتى وتعليقى لاول مرة فى مدونتك واتمنى التواصل

دردشة على الماشى يقول...

صدى الصمت
شكراً على رأيك الجميل وإنشاء اللة أحاول أعمل برأيك
وكل سنة وانت طيبة

دردشة على الماشى يقول...

أختى العزيزة صدى الصمت
شكراً على رأيك لأنى أنا اللى مختارة العنوان لكن حقيقى الصورة جميلة
شكراً على تعبك معايا
سلام

دردشة على الماشى يقول...

عزيزتى الغير معرفة
على فكرة هية رشيقة عشان الأكل فى الفطار مش مشكلة كلة بيروح فى الشغل
لكن العشاء هوة اللى يخلى الواحد يتخن وهية بقى ما بتتعشاش عرفتى بقى هية رشيقة لية؟؟
أما بقى عن الحكاية التانية فشكراً للملاحظة يا بنت خالتى مع إن الحال من بعضة يعنى مش فارقة كتير
صحيح حمدللة على السلامة أنا شفت الصور هايلة ورائعة بس اللى عجبنى جداً المنطقة اللى فيها ثلج خرافية
سلمي على الولاد و والدهم
سلام يا حبيبتى

دردشة على الماشى يقول...

marmar
كل سنة وانت طيبة يا قمر
معلش إتأخرت فى الرد مزنوقين فى الإمتحانات ومش قادرة أفتح الكمبيوتر خالص ما انت عارفة الإمتحانات بقى
بس أنا مبسوطة إن القصة عجبتك
وفعلاً العمر بيجري بسرعة والواحد حس إنة كبر لما بيشوف بنات وأولاد كنا لسة بنعلمهم المشى وفجأة نلاقيهم بيتجوزوا
يالا شدى حيلك انت كمان وأنا مستنية الدعوة
سلام يا قمر

دردشة على الماشى يقول...

نفرتارى
شكراً على رأيك
وكل سنة وانت طيبة
سلام

دردشة على الماشى يقول...

أخى المراكبى
ما تتصورش باكون سعيدة أد إية لما بتعلق عندى
شكراً على كلامك الكبير دة وسعيدة إن القصة عجبتك
سلامى للحاجة والولاد

دردشة على الماشى يقول...

manoo
شكراً لزيارتك للمدونة وأتمنى دوام الزيارة وشكراً لرأيك الجميل
سلام

Asmaa Fathi يقول...

قصة جميلة وبها الكثير من المعانى

اسلوبك متميز

تقبلى تحياتى

*جنــــــــــــــى*

زمن الشيكابالالالا يقول...

اسلوب رائع لسرد القصة يتميز بالتشويق وعمق التخيل لدرجة انى بجد حسيت انى احد ابطال القصة بس اكيد مش الطعمجى طبعا. تحياتى ويلا شيكا بالا

زمن الشيكابالالالا يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
غير معرف يقول...

انا مستغرب هى مبتعملش فطار الصبح لجوزها (حاجة غريبه)
انا بهرج - بوست متاز ويبيبن لينا قد ايه النساء مش عايز تكبر
وسلام